كذبوا علينا عندما قالوا أن سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم قد ولد في ١٢ ربيع الأول و جعلونا نحتفل و نتغنى و نفرح بهذه الذكرى ، و لكن من أين أتوا بهذا التاريخ ...
يلا معانا ..
اولا .. منذ عهد النبي عليه الصلاة و السلام مرورا بخلفاءه الراشدين و إنتهاءا بالأمويين و العباسيين لم يرد أي ذكر أو تقرير أو حتى سلوك يرتبط بما سموه يوم المولد النبوي ، فلم يكن يلتفت الى هذا اليوم أي أحد و لم يكن له أي طقوس تذكر و لو حتى بسيطة.
ثانيا .. قول النبي عليه الصلاة و السلام عن صومه ليوم الإثنين بأنه يوم قد ولد به ، هذا إفتراء على لسان سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام فمن المعلوم أن ما يقوم به النبي يصبح سنة يتبعها من آمن به الى يوم الدين و بالتالي لا تقبل أن ينسب لسيدنا محمد سنة نتقرب بها الى ربنا لأجل أمر يرتبط بشخصه سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام.
ثالثا .. لم يرد في كتاب من كتب السنة أو الحديث و سيرة النبي و حتى أحاديث الصحابة و التابعين ذكر ليوم مولد النبي عليه الصلاة و السلام غير ما قيل عن لسان البعض عن النبي عليه الصلاة و السلام (يوم ولادتي يوم موتي) و هذا كلام مكذوب مردود فديننا الإسلام لا يربط أحداث البشر بظواهر و مصادفات كما قال سيدنا محمد صلى الله عليه عندما توفي ولده إبراهيم و صدف أن حصل كسوف الشمس فقال الصحابة لقد كسفت الشمس حزنا عليك يا إبراهيم فغضب سيدنا محمد و خطب بالناس قائلا ((الشمس و القمر آياتان من آيات الله يسيران بقدر من الله و لا ينكسفان لممات أحد من الناس ولا لحياته)) فديننا الإسلامي يرفض ربط الظواهر الطبيعية بالأشخاص.
رابعا .. قام العلماء المختصين بالرجوع الى التواريخ المذكورة بهدف التثبت و ذلك في حسابات علماء الفلك و التاريخ من الأمور المعتمدة و المسلم بها ، فوصلوا الى إستحالة أن يتوافق 12 ربيع الأول من عام الفيل مع يوم الإثنين من ذات الشهر حيث توافق يوم الإثنين مع تاريخ 2, 9, 16, 23 من ذات الشهر ، و بعد ربط الأحداث مع تواريخ مثبتة وصلوا الى أن سيدنا محمد يحتمل أن يكون قد ولد في شهر شوال أو شهر رمضان من عام الفيل، و أظف الى ذلك عندما أرادوا التثبت من يوم وفاة النبي وجدوا إستحالة أن يكون النبي عليه الصلاة و السلام قد توفي يوم إثنين أيضا و أن إحتمال يوم وفاته هو يوم الجمعة أو يوم السبت.
خامسا .. قد يلفت نظرك أن أول من أقر يوم المولد النبوي و أعلنه إحتفالا إسلاميا كانت الدولة الفاطمية و تحديدا في زمن حاكمها المعز لدين الله الفاطمي حيث كانت مظاهر الفرح بهذه المناسبة لا ترتبط و قيمة سيدنا محمد عليه الصلاة و السلام فهي كانت إحتفالا بمفهومها الفعلي من أشكال الطعام و التغني و السهر و الإسراف و المغالاة، و يكفي أن تعلم أن الدولة الفاطمية الذين ينسبون أنفسهم لآل بيت الرسول هم أبعد ما يكونوا عنه فهم أتباع عبدالله بن ميمون القداح اليهودي مؤسس جماعة الباطنية و منها تحولوا لفكر المهدية و حكموا المسلمين و أذاقوهم الويلات لكرههم المتأصل لأهل السنة و منهم من إدعى الأولوهية و تجبر على عبيد الله و ذاقت مصر وقت حكمهم الويلات من التعذيب و التجويع و النهب، و منهم خرجت الطائفة الدرزية أشد الطوائف كرها لأهل السنة و لكل محبين النبي عليه الصلاة و السلام.
خلاصة ....
- لم يرد عن النبي عليه الصلاة و السلام و لا عن أصحابه و لا حتى في التابعين ذكر ليوم مولد النبي عليه الصلاة و السلام و لم يرد أن هناك من إحتفل به أو سأل عنه.
- أول من إحتفل بهذا اليوم هم الفاطميين وهم أشد الناس كرها للإسلام و لسيدنا محمد عليه الصلاة و السلام.
- 12 ربيع الأول - لم يثبت كتاريخ إلا كتاريخ لوفاة النبي عليه أفضل الصلاة و السلام ، فلماذا أصبح يوما للإحتفال و من هو الذي فرح لوفاة النبي و أراد أن يخلد مثل هذا اليوم و عمل على عكس المفهوم إما بإستغلال الجهل أو بالسلطة و القوة.
- شيوخ السلطان لا يرتبطون بزمان أو مكان فهم رجال كل زمان فيه حاكم مستبد ظالم يححقون له ما تمنى ، و بكل التأكيد كان لهم أكبر دور في تثبيت أركان هذه البدعة في عقول المسلمين لتصل الى زماننا هذا كواحدة من المسلمات.
- لو كان الإحتفال بمولد النبي فيه حب و تقدير لسيدنا محمد لكان أصحابه رضوان الله عليهم أولى بذلك منا ، فهم ما كمل إسلامهم الإ عندما أصبح سيدنا محمد أحب إليهم من أنفسهم.
- الغريب أن شيوخ زماننا علموا هذه الحقيقة و تيقنوا منها و لكنهم لم يوقفوها و أوجدوا لها التأويلات و التفسيرات و لكن في النهاية أنتم تتزاورون و تأكلون و تحتفلون في يوما قد توفي فيه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
لمعرفة تفاصيل حساب التواريخ اضغط هنا لزيارة الصفحة.
كلمات مفتاحية لمواضيع مماثلة
متى ولد النبي محمد، حقيقة يوم ميلاد النبي محمد، سيدنا محمد يوم ميلاده هو يوم وفاته، أول من احتفل بيوم ميلاد النبي محمد،
ليس هناك تاريخ محدد لميلاد سيدنا محمد
تعليقات
إرسال تعليق