توارثنا من آبائنا و أجدانا أمثال شعبية كثيرة و ما زال بعضنا يرددها الى يومنا هذا، لكن من الجميل ان نعلم ما هي قصة هذه الأمثال و كيف نشأت.
يلا معانا ..
إللي إستحوا ماتوا
شاع في ما مضى من الزمن وجود الحمامات الشعبية التي يرفدها الناس للاستحمام, في احد الايام شب حريق و هلعت النساء الى الخارج عرايا خوفا من الاحتراق و الموتدون استذكار لكشف عوراتهم امام العامة من الرجال الذين يعجون بالسوق، كانت نظرتهم للحياة أولوية و ان ليس هناك وقت للحياء اما من كانت حياءها اولوية و كشف عوراتها يعني موت اكثر من الموت نفسه فضلوا البقاء في الحمام و الموت محترقين و مخنوقين, و بعد انتهاء الحريق بدأ رجال الامن باحصاء الناجيين و المتوفين من هذه الكارثة و بسبب ان الذين رفضوا الخروج ماتوا داخل الحمام كانت النتيجة التي وصلوا اليها ان كل اللي استحوا ماتوا داخل الحمام.
أصبح في يومنا الحالي اي تصرف لا أخلاقي ومنافي للأدب يتبع بجملة إللي إستحوا ماتوا ، اي ان للحياء قد مات مع النساء في الحمام المحترق
اللي بيدري بيدري وإللي ما بدري بيقول كف عدس
روي هذا المثل بأكثر من رواية و لكن ما صدق منها ان كان شاب يواعد فتاة دون علم اهلها في حق نبات العدس الخاص بأبيها, و شاءت الاقدار ان يراهم والد الفتاة فثار غضبة و حمل منجله و ركض يريد قتل الشاب ففر الشاب و ضل الوالد يتبعة و خلال هروب علق بملابسة شتلات من نبا العدس و استمر والد الفتاة باللحاق به فلما رات الناس المشهد شاب يركض و معه بعض حفنات من العدس و الفلاح يركض خلفة بالمنجل استغربت المشهد و استعظمته كيف يريد هذا الرجل قتل الشاب لاجل حفنات من العدس كان يحول اخذهم من مزرعتة.
بعد نهاية الموضوع و هروب الشاب و سؤال الناس له انه من غير المعقول ان يغضب بهذه الطريقة لاجل كف عدس او حفنة عدس فاستحى الوالد ان يقول اصل القصة خوفا من افضيحة له و لابنته و قال اللي بيدري بيدري و اللي ما بيدري بيقول كف عدس هذا
و أصبحت تقال هذه المقولة لمن يتهم شخص برد فعل مبالغ على قصة بسيطة دون علمه بأصل الموضوع وكبر حجمة.
على هامان يا فرعون
كان فرعون يدعي الربوبية و كان له وزير من اهله يدعى هامان و كان على علم بحقيقة فرعون و انه بشر لا يملك من امر نفسه شيء, و في احد الايام اختلى فرعون بنفسه و اخبر حراسة انه سيتفرغ ليخلق الابل و لا يريد من يزعجة و خلال هذا الوقت جاء هامان يريد فرعون لامر مهم و منعه الحراس من الدخول على فرعون بحجة انه يقوم بخلق الابل الان و هو ليس متفرغ فصاح هامان يريد فرعون فخرج صوت فرعون يقول انتظر لقد اقتربت من الانتهاء فأنا عند السنام فقال عندها هامان مقولته الشهيرة على هامان يا فرعون.
و يدرج قول هذا المثل عندما يقوم أحد بالكذب على شخص يعرف كل شيء عنه و يعرف احداثة وقصصة.
طب الجرة على فمها تطلع البنت لامها
روايات كثيرة مرتبطة بهذا المثل و لكن من اقواها و اقربها للواقع هي انه في العصر العثماني كان يمنع على الفتيات الصعود الى الاسطح من باب التزمت الديني و الحفاظ على الاخلاقيات فلكل مجتمع افكارة ومن هنا كانت تصعد الامهات الى الاسطح و تحمل معها الجرة سواء للعجين او الغسيل و عندما تحتاج شيء من ابنتها و تتاكد من عدم وجود احد على الاسطح القريبة تقوم بقلب الجرة الفارغة على الارض فتسمع الفتاة صوت قلب الجرة وتطلع درج السطح لترد على امها ما تريد , ومن هنا شاع المثل اقلب او طب الجرة على فمها تطلع البنت لامها.
مسمار جحا
باع جحا كما قيل منزلة لاحد الاشخاص و لكن بأستثناء مسمار كان في الحائط فهو خارج البيعة و لجحا الحق في زيارة المسمار و الاطمئنان من أن اصحاب المنزل لم يزيلوه , فوافق الشاري ظننا انها مسألة وقت و لكن جحا ظل يأتي كل يوم ويزور مسماره و كان احيانا ينام على جانب الحاط الذي علق به المسمار الى ان مل صاحب المنزل وترك المنزل لجحا وهرب منه.
يقال هذا المثل في الحالات التي يوضع بها حجج واهية لهدف الوصول الى غاية اخرى غير معلنة.
بين حانا و مانا ضاعت لحانا
وردت قصة هذا المثل عن رجل كبير في السن كان متزوج من امراتين احداهما كان اسمها حانا و كانت فتاة صغيرة لم تتجاوز العشرين و الثانية كان اسمها مانا و كانت تقاربة في العمر, فكان اذا دخل على حانا كانت تمازحة و تبدأ بنزع الشعرات البيضاء من لحيته و تقول له يصعب علي ان ارى هذا البياض فيي لحيتك الجميلة فأنت لا زلت شابا واذا دخل على مانا كانت تبدأ بنزع الشعرات السوداء من لحيته و تقول له هذا السواد يخرب لحيتك فانت رجل كبير و اللحية البيضاء تعطيك الهيبة و الوقار ومن هنا جاء قول بين حانا و مانا ضاعت لحانا.
تعليقات
إرسال تعليق