الموت حق لكل من يملك روح فالروح حق لخالقها يستردها وقت ما شاء ، فهناك أرواح سحبت في نوم أجسادها و ارواح سحبت و أصحابها قيام بين يدي الله و أخرى ذهبت غدرا بيد قاتلها.
يلا معانا ..
اولا .. السلطان المظفر سيف الدين قطز ، حقق نصر الإسلام و ازاح الهم عن البلاد و العباد بهزيمة جيش سقطت أمامه الجيوش بغير رفع سلاح ، رد التتار و كسر شوكتهم عن بلاد الإسلام في معركة كان هو بطلها معركة عين جالوت.
فرح بالنصر هو و أصحابه و وصلت الأخبار الى كل البلاد فكان الدعاء بالخير و العمر المديد للأمير المظفر قطز ، و في طريق العودة من دمشق الى مصر ظهرة الشياطين في عقول الأمراء و تجددت الأحقاد على الأمير السلطان و كان بطلها الظاهر بيبرس .
ساروا معا يتصيدون و هم في طريق العودة و من حولهم إختفى المتآمرين ينتظرون إشارة الخيانة ، سقط بيبرس أرضا فمد السلطان قطز يده يسنده فقبلها بيبرس و سحب سيفه يقتل السلطان قطز و كانت الإشارة للمتآمرين فطارت السهام و سقط السلطان المظفر قطز و نجحت الخيانه و مات السلطان قطز وبويع بيبرس للخلافة بمبدأ الحكم لمن غلب.
لا نعلم ... لو عاش قطز بعد عين جالوت هل كان سيفسد في الأرض و يظلم العباد بعد أن فرغ من حربه , هذا غير معروف و لكن ما نعلمه أنه قد مات و هو في قمته و على رأس الجبل و على عرش قلوب المسلمين، فحتى هذا اليوم إسمه يردد بأنه المظفر قطز راد التتار في عين جالوت و قاتله السلطان الخائن بيبرس.
ثانيا .. الناصر صلاح الدين الأيوبي قائد المسلمين و موحد صفوف الولايات العربية و قائد معركة حطين و محرر القدس من يد الصليبيين.
بعد أن أنهى حربه و أستقر ملكه و عزز للإسلام أركانه و انهى أطماع المتربصين , جاءت ساعة الوفاة و لقاء الخالق سبحانه وتعالى تحديدا عام 1193 أصابه المرض فبدأ بإرتفاع الحرارة و الصداع الشديد و بعدها أصابته الآم المعده و عسر الهضم و بعد أسبوع من الأعراض بدأ النزيف و تخبطات الذهن و تحولت بعدها الى إغماءات متكررة من شدة الألم و بدا التعرق الشديد الى أن توفاه الله بعد 14 يوما من المعاناة مع ما ابتلاه الله به من المرض.
و جاء علمنا الحديث ليحدد ما كان يشكو منه الناصر صلاح الدين الأيوبي بعد أن طابق الأعراض التي عانى منها، ليقولوا لنا أن صلاح الدين الأيوبي قد أصيب بحمى التيفوئيد التي تسببها بكتيريا مرضية تسمى السلمونيلا.
تعددت الأسباب و الموت واحد ، ان تموت و قد أديت ما عليك تجاه الله و أن تؤدي الامانه التي وهبك إياها العباد فهذه حياة جديدة هنيئة استبدلها الله لك بحياة الدنيا فهي الخير و حسن الجزاء.
ثالثا .. طارق بن زياد بوابة عبور الإسلام الى اوروبا و فاتح الأندلس في العصر الأموي.
كان قائد لجيش المسلمين تحت إمرة القائد العربي موسى بن نصير ، نظم جيشه و رفع من عزيمته و وضع الخطة و أخذ بالأسباب و دخل الأندلس و فتحها و أقام عليها راية الإسلام.
سجله التاريخ بطلا و اعتبره المسلمين داعيا فدخول الإسلام الى أوروبا كان من خلال نصره و طمعه بأن يفعل للإسلام ما لم يفعله أحد، و أن أجره من ربه على فعله لن ينقطع الى أن تقوم الساعة.
بعد الفتح العظيم دب الخلاف بين موسى بن نصير و البطل طارق بن زياد ، موسى بن نصير خاف من محبة الجند لطارق بن زياد و أنهم نسبوا فضل النصر له دون موسى بن نصير و هو كان القائد العام للجيش.
و صلت أخبار الخلاف بين موسى بن نصير و طارق بن زياد الى الخليفة الأموي الوليد بن عبدالملك فإستدعاهم الى دمشق و بعد أن سمعهم أقر فصلهم من إمارة الجيش حتى لا يكونون سببا لفتنة قد تقع بين الجند.
و إنتهى دور طارق بن زياد البطولي و عاد الى صفوف العامة، فتدهور به الحال و نال منه الفقر و العوز و وصل به الحال الى أنه كان يتسول على أبواب الجوامع و مات عام 719 م في منزله البسيط على فراشه لا يعلم عنه أحد .
قام البنك المركزي البريطاني بطباعة عملة 5جنيهات استيرليني لدولة جبل طارق تحمل صورة البطل المسلم طارق بن زياد عام 2012 ، و لن ننسى مضيق جبل طارق المنسوب لفاتح الأندلس طارق بن زياد.
في سيرة طارق بن زياد ترى العز و الجاه و القوة و السطوة الى جانب القيادة و النصر و من جهة أخرى ترى نهاية لا تتلائم مع هكذا رجل و لكن ما عند الله أفضل و أعز فهو قدم لربه و عند الله لا تضيع الأعمال.
تعليقات
إرسال تعليق